إن دراسة وتطوير النماذج النظرية لتشخيص سمات الشخصية وتقويمها وتصنيفها جذور قديمة في علم النفس العيادي والطب النفسي. وقد كانت طرائق البحث في علم النفس بشكل عام ومازالت مختلفة جدا عن تلك الطرائق التي طبقت وتطبق في الطب النفسي. فالدراسة العلمية للشخصية ملزمة بالقياس النفسي وبالتصنيف البعدي على الأغلب مع وجود استثناءات قليلة، وهما جانبان يهتمان بالفروق في سمات الشخصية عند الأفراد العاديين وبالانحراف الملاحظ عن المعيار. بالمقابل، اتجه الطب النفسي اتجاها مخالف في دراسة الشخصية، حيث تمركز اهتمامه على تمييز مجموعات من الأشخاص الملفتين للنظر من الناحية العيادية، أي المرض باضطرابات نفسية، من خلال التصنيف الفئوي. وكان لابد من وصف وتسمية انحرافات أو اضطرابات الشخصية المكتشفة بناء على سمات قابلة للتحديد والتمييز، من أجل أن يتم التمكن بعد ذلك من تصنيف هذه الانحرافات ضمن فئات من الاضطرابات النفسية والمتلازمات واضطرابات نوعية ممكنة في الشخصية .وتعد اضطرابات الشخصية نمطا سلوكيا غير سوي ثابت نسبيا، وقد قسمت هذه الاضطرابات إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة تشترك في طابع معين،فنجد المجموعة الأولى: غريبة الأطوار: تضم كلا من اضراب الشخصية البرانوييدية، اضطراب الشخصية شبه الفصامية اضطراب الشخصية فصامية النمط. المجموعة الثانية: الدرامية، وتضم: اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، اضطراب الشخصية الحدية ،اضطراب الشخصية نرجسية ، اضطراب الشخصية الهستيرونية، أما المجموعة الثالثة: القلقة، وتضم: اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية، اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية. هذه الاضطرابات نجد بعضا منها يتداخل مع اضطرابات نفسية أخرى مثل الشخصية فصامية النمط والفصام، الشخصية التجنبية والقلق الاجتماعي، وأيضا الشخصية الوسواسية والوسواس القهري. لذلك لابد من التفريق بين هذه الاضطرابات، حيث أن فهم اضطرابات الشخصية واكتساب الكفاءات العيادية اللازمة في تشخيصها، سيساعد الأخصائي النفسي في تفعيل قدراته على التشخيص النفسي، والذي سيساعد في تسهيل عملية التكفل النفسي.