تعد المحاسبة المالية نظاما يعمل على ترجمة البيانات المالية إلى معلومات تساعد على اتخاذ القرار، فهي أساس كل مؤسسة اقتصادية مهما كان حجمها، وذلك كونها تسمح بتسجيل جميع العمليات المالية التي تقوم بها أية مؤسسة بشكل منتظم في الدفاتر المحاسبية حسب تسلسلها التاريخي، حيث أنها تتبع نظاما محاسبيا يقوم على أساس نظرية القيد المزدوج،  ويشرح كيفية مسك الدفاتر وتسجيل العمليات وإعداد القوائم المالية وغيرها من الإجراءات المحاسبية اللازمة، وبهذا أصبحت المحاسبة المالية ذات أهمية بالغة في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها مختلف المؤسسات الاقتصادية.

   وتعود نشأة المحاسبة عموما إلى تاريخ اختراع الأرقام واتخاذ النقود كأداة لقياس المنافع الاقتصادية للسلع والخدمات، ومع تطور الاقتصادي زادت الحاجة إلى الاهتمام بالمحاسبة لمواكبة التغيرات الحاصلة في البيئة الاقتصادية الحديثة، وهذا ما جعل مقياس المحاسبة المالية من بين أهم المقاييس التي تدرس على مستوى الجامعات وخاصة في كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، وجعلها مادة أساسية في السنة الأولى من التعليم الأساسي في كلا السداسيين الدراسيين، بحيث يكون الطالب بعد نهاية السداسي قادرا على تسجيل العمليات المالية في دفتر الأستاذ ودفتر اليومية وإعداد مختلف القوائم المالية المفروض إعدادها قانونيا في جميع المؤسسات الاقتصادية، وسيكون قادرا على تحديد نتيجة الدورة المحاسبية وحساب صافي المركز المالي لأي مؤسسة وغيرها من الإجراءات.