يدخل هذا الدرس ضمن المحاور التعليمية الموجهة لطلبة السنة الثالثة علم الاجتماع، فمنذ أن تأسس علم الاجتماع كعلم قائم بذاته، واهتمام علماء الاجتماع متوجه نحو موضوع الرابط الاجتماعي باعتباره المتغير الأساسي في دراسة العمليات الاجتماعية للمجتمع لتضمنه التفاعلات الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية الرسمية، وغير الرسمية المشكلة للظواهر الاجتماعية مهما كان نوعها: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية عبر الصيرورة التاريخية لتطور هذا المجتمع. وبذلك يتأثر الرابط الاجتماعي بالبنية الاجتماعية، والوظائف الاجتماعية للمجتمع ليأخذ نمطا، وشكلا إيجابيا، محايدا، أو سلبيا حسب الأفعال الاجتماعية التي يتفق عليها أفراد المجتمع عبر الزمان والمكان.

    قبل الحديث بالتحليل السوسيولوجي عن موضوع الرابط الاجتماعي وهو أساس مقياس سوسيولوجيا الرابط الاجتماعي الذي يتشكل في القضايا الاجتماعية التي تطرحها السوسيولوجيا بالتفسير، والفهم، وجب تحديد المفهوم السوسيولوجي للرابط الاجتماعي، ثم الرجوع إلى مفهومه عند علماء السوسيولوجيا الكلاسيكيين، والمحدثين، وهذا من خلال هذا الموضوع الأول الذي تمت تسميته بمدخل لسوسيولوجيا الرابط الاجتماعي، والذي يهدف إلى تمكين الطالب من:

- القيام باستعمال المفاهيم النظرية المكتسبة في تشخيص مفهوم الرابط الاجتماعي عند الباحثين السوسيولوجيين، وربطه بالظواهر الاجتماعية للمجتمع.

- أو على الأقل القدرة على تفكيك مفهوم الرابط الاجتماعي إلى أبعاد، ومؤشرات ذات ارتباط لغوي، وذات ارتباط نظري، وإدراك ما بينها من علاقات.

- مما يساعده على فهم بنية، تركيبة، ووظيفة الرابط الاجتماعي في المجتمع.

- حتى يصل الطالب إلى الحكم على طبيعة الرابط الاجتماعي في المجتمعات التقليدية، والمجتمعات الحديثة وذلك بموجب معايير محددة، وواضحة تطرق إليها الباحثون السوسيولوجيون.